زومبى فى مصر! 

حمدى رزق
حمدى رزق
لافت جدًا استيلاء أخبار الفضائح الجنسية على مقدمة التفاعليات بالمواقع الإلكترونية، هى الأكثر قراءة ومطالعة وتعليقا، الفضائح الجنسية تجتذب الضباع، الذباب الإلكترونى لا يعف إلا الجثث النافقة، هناك شبق مجتمعى لمتابعة أخبار الفضائح، والمساهمة فى الفضح بتعليق أو كومنت أو تتويتة أو تغريدة، شعللها شعللها ولعها ولعها، يقتاتون على الفضائح، وينسون الستر، وربك ستار.
 
رزقت المحروسة بجيل فضائحى بامتياز، جيل يقتات الفضائح، ويتغذى على الجثث، ويقتل بدم بارد، وتحركه غريزة انتقامية، وشهوة فضائحية، الفضح العلنى صار بضاعة، بتنا وأصبحنا وفضائحنا على كل لسان، وجرائمنا فى حق أنفسنا مانشيتات الصحف الأجنبية، من فرط شذوذ ما يجرى، بتنا بابًا ثابتًا فى أبواب الغرائب والطرائف الحزينة، ولا عجب أن يخرج علينا «بغيل» خليجى يغرد علينا بما تأباه أنفسنا، وتولاه المحترمون. 
 
ماذا تصدر المواقع من أخبار مصرية للعالم، للأسف أخبار فضائحية محزنة، توارت أخبار الإبداع والابتكار والإنتاج ولا حتى أخبار الشهداء، بضاعتنا يتوارى منها الحكيم خجلا، هل هذه أخبارنا، هل هذه أحوالنا، هل هذه مصرنا، هل هذه أفكارنا عن الحياة والبشر والكون، وأسفااااه.
 
فى بلاد ليست بعيدة ناس تخترع وتبدع وتؤلف وتؤسس للسعادة، وتنتصر للحق والخير والجمال، ونحن نعمة فى ظلمات أنفسنا، ونتقفى الفضائح، ونجرى وراء الأخبار العارية، عورتنا باتت مكشوفة، لا يمر يوم إلا بفضيحة، كروية أو فنية ظلامية، وبلاغات وشكايات ومشادات وفيديوهات.. ما هذا السخام؟
البعض تفرغ تمامًا لقتل البعض، بعضى يمزق بعضى، والإساءة فى الأخير لبلدنا، والنكاية فى وطن لا يستأهل منا هذا الذى يجرى منا، ليس عن جهل بل لدد فى الخصومة، واحتراب حتى النفس الأخير، والقتل على الهوية، خسائرنا لا تدركها الأبصار المتلصصة على أعراض الناس، الموغلة فى أدق الخصوصيات، الفاضحة لكل عيب أو نقص أو سواد.
 
الصورة هكذا لن تطلع حلوة أبدًا، هذا مجتمع أصابته بكتيريا متوحشة تأكل حواشيه وتذهب سريعا إلى القلب منه، البكتيريا المسمومة تتمدد وتتوغل وتذهب بعيدا فى القضاء على مناعة هذا المجتمع، المضادات الأخلاقية تتهاوى أمام هجمة فضائحية لا ترعى دين ولا أخلاق ولا معنى لأهمية وجودنا فى هذا العالم الذى يغزو الفضاء، ونحن نوغل فى التلصص على غرف النوم.
 
وباء يجتاحنا، وباء فضائحى ضرب البلد، مجرور صرف صحى على السوشيال ميديا، أغرقنا بسخامه، لوث حياتنا، وسود عيشتنا، نبات على فضيحة ونصحو على فضيحة، وما بين الفضيحة والفضيحة فضيحة أخرى، وتوارت الفضيلة، وغارت ماء الشهامة والنخوة فى آبار سحيقة.
 
ما يعتورنا مخطط فى أقبية مسحورة، تلهو بنا جميعا، تضعنا فى دائرة جهنمية لتصفية ما تبقى من عناوين سارة أو أخبار مفرحة أو منجزات على الأرض، تلهينا عن مهمتنا فى الإنتاج والإبداع والاختراع، فقط تفرغنا لإنتاج القصص والحكايات والروايات، وإبداع فى التشيير والتشهيل والاقتطاع والاجتزاء، واختراع حكايات ما أنزل بها من سلطان ولا يصدقها عقل طفل، ولكنها بضاعة رائجة فى أسواق فاسدة على حوائط مسودة من سواد أفعالنا.
 
مجتمع يتعرى سعيدا، يرقص عاريا، يقف عاريا وسط الشارع، والعالم يتفرج على غريبى الأطوار، الذين ينتحرون كالحيتان على شاطئ البحر، جماعات نحترب وننتحر، وننزف أجمل ما فينا، يسود القبح، ويزحف الظلام، ويخرج من العتمة قتلة، زومبى Zombie وجمعها الموتى الأحياء فى أفلام الخيال المرعب، موتى كسالى يتغذون على الأحياء من البشر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

محمد إمام لأولاد عمته الراحلة: انتوا رجالة وقد المسئولية وكلنا فى ضهر بعض

أعلاف من قلب الصحراء.. تجربة مبتكرة تخفض التكاليف وترفع الإنتاج.. نجاح إنتاج خليط من نبات الأزولا وكمبوست مخلفات النخيل فى الوادى الجديد كعلف حيوانى.. والخليط عالى القيمة الغذائية للمواشى وبتكلفة مخفضة.. صور

الحسابات الفلكية تكشف موعد بداية شوال وأول أيام عيد الفطر 2026

باريس سان جيرمان يحقق إنجازا تاريخيا بعد التتويج بلقب كأس الإنتركونتيننتال


تحذير هام من الشبورة المائية.. حالة الطقس اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025

بعثة منتخب مصر تصل المغرب استعدادا للمشاركة فى بطولة أمم أفريقيا

لماذا تعجل فيفا فى إيقاف قيد الزمالك؟ السر فى صفقة شيكو بانزا

باريس سان جيرمان يتوج بكأس إنتركونتيننتال على حساب فلامنجو بركلات الترجيح

قرار عاجل من النيابة فى واقعة وفاة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية


مواعيد مباريات منتخب مصر فى بطولة أمم أفريقيا

ما هى الأنفلونزا؟ وكيف تنتشر؟ وزارة الصحة تجيب

ابنة نيكول سابا تظهر لأول مرة فى كليب تلج تلج احتفالاً بالكريسماس

مجدى فكرى يقلب السوشيال ميديا بصور لرجل مختل عقليا.. والفنان يكشف الحقيقة

رئيس الوزراء: مشروع حياة كريمة أعظم مشروع فى القرن الواحد والعشرون

رئيس الوزراء: أمل مصر فى زيادة الصادرات..والعام الأخير شهد أقل عجز تجارى

فرصة أخيرة للفنان محمد رمضان بعد تأييد حبسه عامين بسبب أغنية رقم 1 يا انصاص

فيفا يوافق على تخصيص جزء من عائدات كأس العالم 2026 لدعم غزة

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

أمم أفريقيا 2025.. موقف حكيمى من المشاركة فى مباراة المغرب وجزر القمر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى